المشاركات المكتوبة بواسطة mohamad issa

صورة mohamad issa
بواسطة الجمعـة، 17 كانون الثاني 2025، 4:29 - mohamad issa
أي شخص بالعالم


{ یُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَیُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِینَۚ وَیَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ }

[سُورَةُ إِبۡرَاهِيمَ: ٢٧]

تهب الرياح العاتية فتقتلع وتحطم من ليس له جذور راسخة؛

لنستطلع مشاهد مما يفعله إعصار متوسط القوة بمدينة عامرة بالمباني والسكان:

يا له من ركام تختلط فيه السيارات بالمباني والأشخاص وكل ما حملت السيول،

كل ما نراه في ذلك الركام كان ثابتا في مكانه قبل الإعصار أو هكذا كان يظن، فجاء الإعصار فأظهر الحقيقة،

حمل السيل ما خف وما ثقل فلم ينج سوى ما ثبتت جذوره وصح بناؤه،

وكذلك تختبر  المبادئ حين تعصف بنا الأحداث ويجتاح الطوفان.

في الرواية أن سدا عظيما بقي متماسكا وثبت في مكانه أزمانا ولكن الملل أصاب حجرا واحدا من أحجاره فقرر مغادرة مكانه فكان سيل العرم، 

إن بقاء البناء لا يستوجب ثباتا فرديا فقط بل هو نسيج المجموع كما علمنا قائدنا ونبينا عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، 

فليس من الحكمة أن نتصدى للعاصفة وقوفا حاسرين بل يحسن فيها الكمون والحذر والشد على يد إخوانك،

إن كان ابتلاء أهل فلسطين في أنفسهم عظيما فابتلاؤنا أيضا في ديننا عظيم والله ناظر ما نفعل.

في هذا الطوفان يتوجب علينا أن نتمسك جيدا بالمبادئ ونستحضر كل أسباب الوحدة ونبذ الفرقة والتنبه لمكائد العدو وليس أقلها الضخ الإعلامي والاختراق الأمني، انظر ما تقول وما تفعل هل يرضي الله ويأتي بعونه أم غير ذلك، إن التنازع فشل وحظ النفوس فشل ووحدة الصف والهدف طريق النجاة ووصفة النجاح، 

  إن الثبات يحتاج الى صلة متينه بالله على نهج نبيه، وتعهد وتدبر للقرآن، والتكاتف والتآزر والتماسك الأخوي حيث ينصر بعضنا بعضا وينصح بعضنا بعضا.

لنقف مليا مع قصة طالوت وما فيها من دروس وعبر عديدة؛ بدأت بالتشكيك في اختيار النبي لطالوت ثم تخاذل وعصيان متكرر وتصفية أفضت إلى فئة صابرة ثابتة واثقة بربها ومنهجها:

{ وَلَمَّا بَرَزُوا۟ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُوا۟ رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ }

[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٥٠]

وفي جوهر القصة بيان لمنهج طالوت في صنع تلك الفئة أن: اترك ما تشتهي واصبر على ما تكره، وبذلك يعظم في القلوب أمر الله وتهون الصعاب.

احفظ قلبك واحفظ لسانك واحفظ فكرك، فالطوفان انطلق وأمواجه كالجبال ولن يتوقف بأمانينا بل نصلح سفننا ونشد اشرعتنا حتى يأذن الله بالنصر والفتح.